في مشهد درامي لم تشهده الأسواق المالية من قبل، خطفت "الفضة" الأضواء اليوم الأربعاء بعد أن نجحت في اختراق مستويات قياسية تاريخية، متجاوزةً حاجز الـ 65 دولاراً للوقيّة لأول مرة في تاريخها. هذا الارتفاع الجنوني لم يكن وحيداً، إذ رافقه صعود موازٍ للمعدن الأصفر، مما يعكس حالة من الإقبال الكثيف على الملاذات الآمنة.
فقد سجلت أسعار الفضة في المعاملات الفورية قفزة نوعية بنسبة 2.8%، ليتمركز السعر عند مستوى قياسي جديد بلغ 65.63 دولار للأوقية. وفي سياق متصل، لم يتخلف الذهب عن الركب، حيث صعد في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 4321.56 دولار للأوقية. أما على صعيد العقود الآجلة الأميركية، فقد زاد الذهب بنسبة 0.4% أيضاً، ليستقر عند 4350.50 دولار.
تأتي هذه التحركات الكبيرة مدفوعةً برياح اقتصادية قادمة من الولايات المتحدة؛ حيث عززت بيانات سوق العمل الضعيفة من احتمالات لجوء مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة. هذا التوجه أدى بدوره إلى ممارسة ضغوط قوية على الدولار الأمريكي، مما جعل المعادن النفيسة الخيار المفضل والمدعوم بطلب متزايد من قبل المستثمرين الباحثين عن التحوط.
بهذا المشهد، تترقب الأسواق العالمية ما ستسفر عنه الأيام القادمة، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه القمم السعرية مجرد محطة عابرة أم أنها بداية لعصر جديد للمعادن النفيسة.